بدون زعل اليمن بين العقول المبدعة وعقلية المفتي

لا تفتقد اليمن إلى العقول المبدعة القادرة على الارتقاء بها بين الأمم بقدر حملها أعباء عقول الفتاوي الدينية التي أثقلت كاهل الأمة ما بين الحلال والحرام وحدود التفكير الغوغائي الذي لا يتجاوز المنطقة مابين السرة والركبة .
ولنا الكثير من الشواهد والدلائل التي تؤكد القدرات العقلية والإبداعية المتفوقة لليمنيين عن غيرهم وليس بأبعد من ذلك ما حققته العالمة اليمنية مناهل ثابت قبل أسابيع من الآن حين استطاعت أن تذهل العالم بمعادلتها الرياضية الجديدة لقياس سرعة الضوء مع احتفاظها بلقب أصغر امرأة حصلت على شهادة الدكتوراة في سن الخامسة والعشرين، مناهل ثابت المرأة العبقرية التي استطاعت إقرار دالة رياضية جديدة لقياس سرعة الضوء وقبلها الدكتور خالد نشوان صاحب اختراع " نشوان باراساوند " والحاصل على العديد من الجوائز العالمية من أكبر المؤسسات والجهات العلمية وكذلك الدكتور مصطفى العبسي أحد أبرز علماء الطب السلوكي في العالم .
البروفيسور حبيب عبد الرب سروري هو الأخر أحد عباقرة الحاسوب وأحد أبرز الروائيين اليمنيين الذين قدموا العديد من الأبحاث والدراسات والإسهامات في المجالين العلمي والإبداعي ، ويأتي غيرهم الكثير والكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم هنا ونبقى بحاجة إلى مساحات واسعة للحديث عنهم .
السؤال الذي يطرح نفسه من الذي يستحق اليوم أن نقف له إجلالا ونرفع له القبعات احتراما مناهل ثابت وحبيب سروري ومصطفى العبسي بإنجازاتهم العلمية والإبداعية التي شهد لها العالم أم شيخنا الجليل الزنداني الذي ضج العالم وصج الخلق باختراع علاج للايدز ويطلع الأمر مجرد ضحك على الذقون ،و عيب كبير جدا في حق الشيخ الجليل التلاعب بمشاعر البسطاء والمنهكين بهذا المرض لمجرد خلق بروبجندا إعلامية هو في غنى عنها كونه اكتسب شهرة لا تضاهي بفتاويه التي استباحت أرض وإنسان الجنوب .
اليوم اليمن بحاجة إلى حشد كل الطاقات المبدعة والعقول القادرة على الارتقاء بها إلى مصاف الدول وفي المهجر الكثير من اليمنيين القادرين على صنع التحول واللحظة التاريخية وبناء اليمن الجديد إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لذلك ، وتوافرت شروط دولة حقيقية قائمة على المواطنة المتساوية ، دولة المؤسسات والقانون .
بإمكاننا اليوم الدعوة إلى حشد مؤتمر لكل العقول اليمنية والكوادر في مختلف المجالات ورؤوس الأموال في جميع أنحاء العالم للوقوف أمام مرحلة جادة تحتاجهم فيه اليمن لرسم الرؤى والتوجهات للبلاد والانتقال باليمن من عقلية المفتي إلى عقلية الإبداع والبناء الخلاق .
غيمات :
• شباب ثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية الشعبية السلمية فبرايرالمستقل الفكر والارادة والخالي من الايدلوجيات الضاغطة هم من يعول عليهم الكثير في المرحلة القادمة لصنع التحول التاريخي واستيعاب متطلبات المرحلة القادمة مثلما صنعوا فجر الحادي عشر من فبراير وهم الضامن الوحيد لاستمرار الفعل الثوري والتحول المجتمعي والبناء التنموي .
• تعز عاصمة للثقافة اليمنية تحتاج الكثير من الجهود في التجهيزات في البنى التحتية كدور السينما والمسرح وتفعيل دور اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ونقابة الصحفيين اليمنيين وكذلك إعادة نشاط نقابة الفنانيين اليمنيين .
• تفعيل ندوات الشارع التي كنا قد تقدمنا بها للمحافظة ضرورة يجب الأخذ بها في عين الاعتبار من أجل خلق حراك ثقافي مرتبط بالشارع والمواطن بشكل مباشر بعيدا عن الندوات المحاطة بأسوار ورسميات .